وأخيرا.. وبعد محاولات كثيرة ... نحن هنا ... في أرض الحضارات ..
وما لعظم هذه الأهرامات ... وها هو ذا تمثال أبو الهول الشهير ...
تأملي ..
خفايا الروح .. ألا تسمعين الذي أسمعه ..
نعم نعم إنني اسمع
وكأن تمثال أبو الهول كان يحدثنا بتمتمة لا نفهمها ...
.. الظلام دامس ..
ولا نعرف كيف وصلنا لهذا المكان ..
أحس بأننا غريبتين .. مبهمتين .. ؟!
حتى تلك الآثار تبدو وكأنها تهمس بشي غريب.. وتنظر لنا بجود..
قشعريرة باردة تسري في أوصالنا..
تنظر لي خفايا بصمت ..
لابد أن نتحرك..هيا سنتجمد هنا..
أخذنا نسير على حبيبات التراب.. ونسير على غير هدى
نتخبط بين هذه الآثار .. مندهشين لا نعلم أين نسير..
لعلنا نجد أحدا.. أو لعل احد يجدنا...
لا يهم فقط نريد أن نهرب من السكون في هذا الظلام المخيف..
فجأة اشتدت الريح .. وارتفع صوت صفيرها ...
هناك رائحة غريبة .... حملتها هذه الريح معها...
هل معقول
أنها رائحة زهره اللوتس .. هل يعقل أن تكون هذه رائحة زهره النيل ..
وزهره الفراعنة الأقدمين ....
توقفنا برهة .. لكن الريح هدأت..
نبض الأنيـــــن.. ماذا لديك يا خفايا...
أنني متأكدة .. لقد كانت رائحة اللوتس ... كانت خفيفة .. ولكنني أعرفها...
كلا .. لابد انك تتوهمين..؟؟
عادت الريح مره أخرى.. وعادت معها نفس الرائحة ...
إنها أوضح هذه المرة ...
أسرعنا باتجاهها... وأخذنا نمشي بصعوبة .. فالريح تدفعنا بقوه..
ولكننا استمر ينا ... ها نحن نصل ..
ننظر من حولينا... نعم هناك ضوء من بعيد...
يبدو انه ضوء مشع .. لنكمل إليه المسير.....
نشعر بالحماس .. نجري بسرعة أكبر...
كان الضوء يتوهج بطريقه غريبة ... اقتربنا بهدوء... ماذا هناك ..
إنه كتاب .. وكأنه خرج للتو من أحد متاحف التاريخ...
شعرنا بخوف شديد .. وتمنينا لو أننا نرجع من حيث أتينا..
استجمعنا كل ذرات الشجاعة المتبقية لدينا..
ترى ما سر غموضه... لابد أن اعرف...
وبرغم الرعب الذي يتملكني لا أستطيع مقاومة فضولي الشديد
لاستطلاع ما يحوي هذا الكتاب......
افعلي ما تشائين يا خفايا .. فانا لا أملك القدرة على التفكير الآن..
استجمعنا شجاعتنا مره أخرى ... وفتحنا الكتاب بحذر..
وأخذنا بقراءة أولى سطوره......
" بالفتنة والفطنة، والحلم والطموح الذي وسم خيالها .. دخلت أسطورة كليوباترا الحقيقية صفحات التاريخ ومعركة الحياة .. وبدأ العالم مهوسا بـالهيروغليفية والغوص في حضارة وادي النيل .. مستعيدين في الذهن أطياف السحر الفرعوني خلف أستاد القصور الوردية والتي عبقت بأنفاس هذه الكليوباترا الفاتنة .. والتي قال عنها شاعر يوناني .. ( إن سحر كليوباترا ينبعث من عينيها اللتان تتكلمان وهى صامتة ) .. أما الفيلسوف باسكال فقد قال عنها كما يعلم أغلبنا .. ( إنها المرأة التي لو قصر طول أنفها لتغير وجه العالم ..!!)..
الصمت يطبق المكان ..لا يخترقه سوى هوجاء الرياح ...
إذ نسمع من بعيد....... ماذا نرى خيالا .. إنه قادم في اتجاهنا.. يقترب
ويقترب و يقترب أكثر... ولا نسمع سوى هذه الكلمات
من حاول كشف سري... من حاول نبش تاريخي....أخذنا نقول لها
من أنتي ...
يـا من شيّـدتِ بـ الحـب تواريـخ
وأعـلنـت جوارحـك به تـصريح
وذللت رؤؤس القياصرة...
من أنتي
يا سيـدة الأحلام والمعجـزات
سـاحرة الدنيا وحاملة الكلمـات
مـجـدّدة الأساطير والأبجـديات
فهمست لنا بهمس سحرنا
...سأخبركم بسر صغير
أرجو أن لا يتجاوز قلعة القصص و الخواطر حتى لا يشيع ويصبح حكاية ...
فتكتب بسببه الأقلام رواية ...!
أنني ملكه البطالمة وست هن قبلي في الملك ولكن أنا من تربعت على عرش الجمال وسحر الخيال
يوليوس قيصر كم كانت هناك أسرار...
كليوبترا أخبرينا.......كيف أنتِ وكيف هو حبك ..؟؟
نظرت إلينا بابتسامة
وأشاحت النسيم من على وجنتيها
فاحتوتنا
وبأبجدية الحروف أجابتنا
....
إلى هنا .. وكفى
انتقلوا معنا لقلعة الخواطر
فهذا ما أرادته
!~¤§¦ .. كليوباترا.. ¦§¤~!
.. أختكم ..
خفايــ الروح ــا
:
مع تحيات احمد